2023/10/03 17:35

نواصل في هذه الحلقة من قصص المونديال، الجزء الثاني من لغز الظاهرة البرازيلية رونالدو بمونديال 1998 بفرنسا، ويُمكن متابعة الحلقة الأولى من "هنا"

منذ بدء عام 1998، لم يَعُد يعلو صوتٌ في البرازيل، فوق صوت كرة القدم ومونديال فرنسا. الجميع على أُهْبة الاستعداد، لرؤية رونالدو في الملاعب الفرنسية، يسحق الجميع ليُسعدهم. الكل هُنا في ريو دي جانيرو، وغيرها من المدن يتنافس على شراء قميص الظاهرة لارتدائه.

مشهد واحد يشغلُ بال البرازيليين، وحتى قبل أن تنطلق البطولة، وهو مشهد اللاعبين وهم يحملون الكأس، محفورٌ عليه اسم بلادهم، وهم يؤدون رقصة السامبا المشهورين بها.

كل شيء يدعو للتفاؤل، والتتويج باللقب، ولِمَ لا وقد فعلوها في النسخة الماضية بالولايات المتحدة، فضلًا عن أنَّهم الآن يمتلكون فريقًا أفضل، وفي صفوفهم أحد أمهر لاعبي العالم وأكثرهم موهبةً، إنَّه رونالدو.

وفي الوقت الذي كان فيه الأمل يملأ صدور البرازيليين، كان (رونالدو) لديه شعور مختلط. مزيج من المسئولية والخوف. يريد أن يكون عند ظن الجميع، يريد ألا يخذلهم ومن قبلهم نفسه التي تودُّ أن يهتف الكل باسمه. تلك اللحظة التي ينتظرها منذ زمن، ويخشى ألا تتحقق، لدرجة جعلته ينفجر في البكاء؛ بسبب الضغوط الملقاة على كاهله.

ها هو الموعد قد حان، وخاض سحرة البرازيل، مباراة الافتتاح أمام إسكتلندا، وها هو رونالدو يتخلَّص من كل هواجسه، ومارس إبداعه، وتألقه المعتاد، إبداعًا زاد معه تفاؤل مشجعي السيليساو شيئًا فشيئًا، أكمله التألق أمام المغرب، والفوز بثلاثية نظيفة.

ولم تكن خسارتهم في المباراة الأخيرة بالدور الأول أمام النرويج (1-2)، لتعكر صفو تفاؤلهم، أو تهز ثقة رونالدو ورفاقه، الذين يسيرون بخطى ثابتة نحو الهدف الذين جاءوا من أجل تحقيقه، كانت بمثابة سحابة صيف عابرة، مرَّت دون أن يشعر بها أحد.

وراحت البرازيل تُجهِّز على كل المنافسين، فسحقت تشيلي (4-1) في ثمن النهائي كان نصيب رونالدو منها هدفين، قبل أن تُزيح الدنمارك في ربع النهائي، لتضرب موعدًا مع هولندا في نصف النهائي.

وفي مباراة كبيرة، تمكَّن السيليساو، من تخطي عقبة الطواحين، بعد مباراة ماراثونية، انتهت بركلات الترجيح بعدما فرض التعادل الإيجابي نفسه بهدف لمثله على أشواط المباراة الأصلية، والإضافية.

خلال تلك الجولات، كان أداء رونالدو الظاهرة مُمتعًا ومبهرًا كعادته، وكما كان متوقعًا منه، وسجَّل 4 أهداف، رغم الإصابات التي ألمَّت به واحدة تلو الأخرى، الأولى كانت في فخذه بعد مباراة المغرب، وأثَّرت على ركبته اليسرى، التي كانت تؤلمه في الأساس؛ بسبب إصابة سابقة تعرَّض لها قبل عامين.

لكنَّ رونالدو لم يعبأ بهذه الإصابات وتحامل على نفسه؛ لأنه الأفضل ويريد أن يبقى كذلك، ومن أجل إسعاد أبناء وطنه الذين يبهجوه بكل مباراة بصيحاتهم، وهتافاتهم له، والتغني باسمه على الدوام.

لكنَّ الرياح، لا تأتي دائمًا بما تشتهيه السفن، وكما تعطيك الحياة فإنَّها تأخذ منك، فقبل مباراة الختام وتحديد هوية البطل بأيام، وقع ما لم يكن يتمنى أيٌ من مشجعى السيليساو حدوثه، تفاقمت إصابة رونالدو، وباتت ركبته في حالة يُرثى لها.

الحلم بات في مهب الريح، فأفضل عنصر في الفريق مهدد بعدم التواجد في النهائي، لكنَّ تصريحات المدرب ماريو زاجالو عن أنَّه في حاجة فقط للراحة طمأنتهم بعض الشيء.

وأزاحت الجماهير فكرة عدم مشاركته من عقولهم، وأخذوا يرددون فيما بينهم "من المُحال أن يُلعب النهائي بدون الظاهرة الأفضل في العالم. حتمًا سيكون في الموعد. إنَّها مباراة العمر بالنسبة له ولنا، وسيكون نجم المباراة الأول بلا منازع".

فهل تسير الأمور كما يريدون، ويكون رونالدو عند حسن ظنهم، أم أنَّه سيكون له رأى آخر؟، هو ما نستعرضه في الحلقة الأخيرة التي تحمل الكثير من الكواليس.
نقلا عن موقع كورة

الأخبار أخرى