بعد التعثر أمام مقدونيا الشمالية في تصفيات كأس أمم أوروبا، تنفست ايطاليا الصعداء أول امس اثر فوزها على أوكرانيا بثنائية في الجولة الخامسة، حافظت بها على حظوظها في التواجد في نهائيات كأس أمم أوروبا للدفاع عن تاجها الصيف المقبل، وحققت ألمانيا أول فوز لها بعد أربع مباريات متتالية، تم اثرها إقالة المدرب هانزي فليك وتعويضه مؤقتا برودي فولر الذي أطاح بديدييه ديشان فرنسا بثنائية، أعادت بصيص الأمل الى منتخب المانشافت الذي سيستضيف نهائيات كأس أمم أوروبا المقبلة في واحدة من أصعب مراحلها، وأسوأ فتراتها، أقصيت اثرها في الدور الأول من نهائيات كأسي العالم في روسيا وقطر وتراجعت أنديتها أوروبيا.
حامل لقب بطولة كأس أمم أوروبا الأخيرة المنتخب الايطالي كان بدوره على موعد فاصل ومهم أمام أوكرانيا خاصة بعد تعثره بالتعادل السبت الماضي ضد مقدونيا الشمالية في أول مباراة رسمية للمدرب لوتشيانو سباليتي خليفة روبرتو مانشيني، حقق فيه الفوز بثنائية، ارتقى اثرها الى المركز الثاني مناصفة مع أوكرانيا، بناقص مباراة، وأعاد الثقة في صفوف الفريق، وبينه وبين جماهير ايطالية مصدومة وصحافة رياضية ضاغطة، لا يمكنها تقبل الغياب مجددا عن مسابقة كروية كبرى تضاف إلى الغيابين الأخيرين عن نهائيات كأس العالم في روسيا وقطر.
إيطاليا تنفست عندما فازت على أوكرانيا وارتقت إلى المركز الثاني، لكن أوضاع الكرة الايطالية ومنتخبها لا تبشر بالخير، خاصة وأنها ستكون على موعد مع مباراتين صعبتين إلى لندن لمواجهة انكلترا منتصف أكتوبر/تشرين الاول المقبل، ثم الى بولندا لمواجهة أوكرانيا نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن تسلل الشك الى نفوس كل الفاعلين في إيطاليا اثر الاخفاقين المتتاليين في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، رغم التتويج بكأس أمم أوروبا قبل سنتين بشكل مفاجئ، حير المتابعين الذين لم يستقروا على تقييم دقيق لحالة استثنائية انتقلت من النقيض إلى النقيض في ظرف وجيز، لم تكن فيها الكرة الايطالية سيئة لدرجة اقصائها من التأهل الى مونديال روسيا على يد السويد، ومن مونديال قطر على يد مقدونيا الشمالية.
الوضع على مستوى المنتخب الايطالي لا يختلف عنه في ألمانيا التي تمر بواحدة من أصعب وأسوأ مراحلها منذ تتويجها بمونديال البرازيل سنة 2014، حيث خرجت بعدها من الدور الأول في مونديالي روسيا وقطر بشكل درامي لم يسبق له مثيل في تاريخ الكرة الألمانية التي كانت ترفع رأسها بعد كل إخفاق، وتتراجع بعد كل انجاز لكن لفترة قصيرة، طالت هذه المرة وتعقدت رغم الأجيال المتميزة التي تزخر بها عبر التاريخ، لكن يبدو أن استمرار يواخيم لوف لأربع سنوات أخرى بعد الاخفاق في مونديال روسيا، كان له انعكاس سلبي على المردود، كما أن اختيار هانزي فليك بديلا له لم يكن موفقا من الاتحاد الألماني الذي اضطر الى اقالته بعد الخسارة أمام اليابان بدون تعيين البديل لحد الآن.
الفوز على فرنسا في المباراة الودية في دورتموند الثلاثاء الماضي كان بمثابة فوز معنوي كبير اعتبرته الصحافة الألمانية متنفسا، وواعدا قبل تسعة أشهر عن نهائيات اليورو التي تعلق عليها الجماهير الألمانية آمالا كبيرة لاستعادة الهيبة المفقودة منذ سنوات، والتراجع الغريب منذ بداية السنة، أدى الى خسارة الفريق في مبارياته الودية أمام بلجيكا لأول مرة منذ ستين عاما، ثم بولندا وكولومبيا واليابان بالأربعة، في سيناريو لم يتمكن من تحليل أسبابه كبار المحللين في ألمانيا، ولم يعد يقارن سوى بما يحدث في ايطاليا، بعد أن هربت عليهم فرنسا بسنوات أثر بلوغها نهائي كأس العالم للدورتين الماضيتين.