2024/04/25 16:06
أصبحت تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) الأكثر جدلا في عالم كرة القدم منذ تطبيقها الرسمي لأول مرة بكأس العالم في روسيا 2018، الذي شهد 455 حالة راجعها الفار منها 20 حالة راجعها الحكام من خلال الشاشة في الملعب أثناء المباريات.
وانضم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الأسبوع الماضي إلى الاتحادات التي ستطبق تقنية حكم الفيديو المساعد، حيث أعلن تطبيقها في دوري الأبطال هذا الموسم بداية من أدوار خروج المغلوب.
ورغم إدراج التقنية الجديدة في قانون كرة القدم عام 2018 فقط، فإن التفكير فيها بدأ عام 2009 وبالتحديد بعد مباراة مصر والبرازيل التي جرت يوم 15 يونيو/حزيران في افتتاح مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس  القارات بجنوب أفريقيا.

وكان منتخب الفراعنة قاب قوسين من إنهاء المباراة بالتعادل 3-3، ولكن الدقيقة الأخيرة حملت مفاجأة غير سارة عندما تصدى أحمد المحمدي لتصويبة كاكا بيده لكن الحكم الإنجليزي هاورد ويب لم يرها، ورأى الحكم الرابع الإعادة على شاشة العرض بالملعب فأبلغ الحكم بالمخالفة ليحتسب ركلة جزاء ويطرد المحمدي وتفوز البرازيل 4-3 بقدم كاكا أيضا.
ولفتت هذه الحالة الفريدة نظر لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فبدؤوا يفكرون في استخدام إعادات الفيديو، واختمرت الفكرة في أذهانهم عندما تفشت الأخطاء القاتلة من الحكام خلال مونديال جنوب أفريقيا 2010.
وبعد انتهاء المونديال أقيلت لجنة الحكام بالفيفا وعينت لجنة وإدارة جديدة يديرها السويسري ماسيمو بوساكا الذي كان أحد الحكام المتهمين بالوقوع في الأخطاء خلال البطولة وجرى ترحيله لهذا السبب.
ولجأ الفيفا إلى تقنية الفار بعد تجارب عدة لاستخدام تقنيات أخرى مثل تقنية تكنولوجيا خط المرمى والكرة الذكية، اللتان لم تقنعا الفرق والقائمين على تشريع قانون الكرة.
وتجددت المطالب باستخدام الفيديو لمساعدة الحكام، بعد مونديال البرازيل 2014، حتى استجاب الفيفا وطبق الفار لأول مرة -بعد تجارب غير رسمية- في عام 2017 بكأس العالم للشباب وكأس القارات بروسيا.
وفي حين كان الدوري الأميركي سباقا في استخدام التكنولوجيا الجديدة في أغسطس/آب عام 2016، وتبعه الدوري الأسترالي، انتظرت الدول الأوروبية حتى طبق الفيفا التجربة ثم طبقها الدوري الإسباني والإيطالي والألماني والبرتغالي.
ما الفار؟
تعتبر كلمة "فار" اختصارا لثلاث كلمات بالإنجليزية هي "حكم الفيديو المساعد"، ويتكون فريق حكام الفار من 3 أو 4 حكام ويعاونهم تقني فيديو، ويجب أن تكون لهم جميعا لغة مشتركة مع بعضهم البعض ومع حكم المباراة أيضا.
وتنحصر مهمة حكام الفيديو في المراجعة السريعة للحالات المشكوك فيها وتقديم المشورة للحكم سواء طلب أو لم يطلب لكن القرار النهائي بيد حكم الساحة فقط.
وبسبب التقنية الجديدة أدخل المجلس الدولي التشريعي "إيفاب" التابع للفيفا والمتخصص في تعديلات قانون اللعبة، 29 تعديلا على قانون كرة القدم في عام 2018.
وحددت المادة الخامسة من القانون 4 حالات فقط يمكن أن يتدخل حكام الفيديو فيها، وهي: عبور الكرة خط المرمى من عدمه أو التسلل في حالة الأهداف المشكوك فيها، وحالات الطرد والإنذار للاعب الذي ينذره الحكم أو يطرده عن طريق الخطأ بدلا من زميله، وركلات الجزاء المشكوك فيها التي احتسبت أو التي لم تحتسب.

ويحتاج تطبيق الفار إلى وجود 12 كاميرا على أقل تقدير في الملعب حتى تغطي كل الزوايا التي يمكن للحكام رؤية الحالة من خلالها، ووصل عدد الكاميرات في مونديال روسيا إلى 45 كاميرا موزعة على أرجاء الملعب بالتنسيق مع قسم الفار في الفيفا.
ونص القانون على تخصيص غرفة مناسبة لحكام الفيديو المساعدين، مع وضع شاشة عرض على الأقل لحكم الساحة في مكان واضح حتى يطلع عليها في الملعب إذا احتاج لذلك، ويجب تغطيتها بحيث لا يطلع سوى الحكم على الحالة التي يشاهدها.
وحدد المشرع عقوبة الطرد على أي لاعب أو مدرب أو إداري يدخل غرفة الفيديو، واكتفى بإنذار اللاعب أو البديل أو المستبدل الذي يدخل منطقة مراجعة الألعاب المخصصة للحكم مع تحذير الإداريين إذا فعلوا ذلك أيضا.

ومن الطريف أن قلة عدد حكام الفار وتباعد المسافات بين ملاعب مونديال روسيا دفعت الفيفا لوضع غرفة الفار في العاصمة موسكو، لكن ذلك سيتغير في مونديال قطر 2022 حيث سيتمكن الحكام من الذهاب إلى الملاعب بسهولة وبسرعة كبيرة نتيجة التقارب الكبير بين ملاعب البطولة.
وخيب الفار ظن البعض ممن توقعوا أنه سيمنع الجدل التحكيمي، فرغم تكلفته العالية التي قد تصل إلى 25 ألف دولار للمباراة الواحدة، فإنه لم يمنع استمرار الأخطاء القاتلة للحكام.
وشهدت مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي المصري والترجي التونسي احتساب 3 ضربات جزاء مشكوك في صحة اثنتين منهما رغم استخدام الفار، مما أدى إلى إيقاف الحكم الدولي الجزائري مهدي عبيد شارف وإحالته إلى التحقيق.
كما شهد مونديال روسيا 2018 الكثير من الأخطاء التحكيمية رغم استخدام تقنية الفار والكاميرات الكثيرة في الملعب، وكان أكثر من تضرر من أخطاء التحكيم المنتخبات الصغيرة بالبطولة.
منقول من الجزيرة

المقالات أخرى