لا يزال قرار ادارة البياسجي استبعاد كيليان مبابي من جولة الفريق الآسيوية التحضيرية واجباره على التمديد أو الرحيل الفوري بمقابل مادي، يثير ردود الفعل في فرنسا وخارجها، في وقت يواصل محيط اللاعب التزام الصمت، وتمسكه بعقده الى غاية صيف 2024 حتى لو كلفه ذلك الاستبعاد عن التشكيلة الأساسية طيلة الموسم في سبيل الرحيل حرا الى ريال مدريد، الذي اتفق معه سرا منذ مدة، لذلك يلتزم الفريق الاسباني الصمت لحد الآن، في وقت قدم الهلال السعودي أول عرض رسمي لادارة البياسجي قصد الاستفادة من خدمات مبابي الذي يرفض التعليق على الأحداث، في حين ينتظر الجميع ظهور والدته المكلفة بإدارة شؤون ابنها، وربما ظهور سياسي رسمي من الرئيس ماكرون لإيجاد حل يرضي كل الأطراف، خاصة بعد بيان نقابة اللاعبين المحترفين الفرنسيين التي طالبت إدارة البياسجي بضرورة الامتثال للعقد المبرم مع اللاعب بشكل كلي.
قرار البياسجي الذي كان منتظرا فرض على مبابي التمديد أو الرحيل ، لكن اصرار اللاعب على موقفه والتزامه باحترام عقده ينتظر أن يؤدي الى مزيد من التصعيد، ويصعب التكهن بتداعياته على اللاعب والفريق، خاصة أن الريال لا يزال يلتزم الصمت ولم يتقدم بعرضه المالي للحصول على خدمات مبابي الذي كان بدوره يرغب في الانتقال الى مدريد من موقع مفاوض وحيد ومباشر عند انتهاء عقده، وهو الأمر الذي تفطنت له ادارة البياسجي لذلك استبعدته عن التشكيلة وعرضته للبيع في سوق الانتقالات الصيفي، ما أثار صدمة لادارة الريال التي كانت تنتظر نهاية الموسم المقبل للاستفادة من الدولي الفرنسي من دون دفع قيمة الصفقة وبدون منافسة من الأندية الأوروبية الكبيرة التي صارت تدرك أن مبابي لن يلعب سوى في مدريد عاجلا أو آجلا.
وفي انتظار تحرك الريال، كشفت تقارير اعلامية فرنسية عن عرض سعودي خيالي بلغ 300 مليون يورو وصل باريس عن طريق صندوق الاستثمارات لضم مبابي الى الهلال السعودي، في انتظار عروض أخرى مرتقبة من انكلترا وايطاليا، وعرض آخر مهم يجهزه نادي برشلونة الذي يريد خطف اللاعب من الريال وتحقيق صفقة القرن التي تصنع الفارق من دون شك في مسار الصراع على الدوري الإسباني بين الريال والبارسا، ما يدفع الريال الى التحرك، خاصة إذا جاءته الاشارة من محيط كيليان مبابي الذي يبقى الطرف الأساسي في الحرب القائمة، وهو الذي يقرر تقبل الوضع الراهن بتداعياته أو الاستسلام للضغوطات الباريسية والموافقة على الرحيل، على أمل أن يحدث ذلك في اتجاه الريال دون سواه.
الكل في فرنسا ينتظر رد فعل المرأة الحديد فايزة العماري والدة كيليان مبابي، مديرة أعمال ابنها التي فرضت نفسها كرقم مهم في المعادلة بسبب سلطتها وقوة شخصيتها وحنكتها في تسيير شؤون ولدها منذ كان صغيرا الى أن أسست هيكل يدافع عن مصالح ابنها وصارت وراء كل قراراته وخياراته، بما في ذلك خيار الالتزام بالاستمرار في اللعب مع البياسجي الى غاية انتهاء عقده مهما كانت الضغوطات، كما يتوقع الكثير من الملاحظين في فرنسا تدخل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لحسم النزاع بين نجم المنتخب الفرنسي والنادي الباريسي الذي تحول الى مفخرة الكرة الفرنسية وواجهتها في أوروبا، ولا يمكن للحرب أن تشتد وتمتد بينهما.
صمت الريال يطيل من عمر الحرب، ودخوله المعركة سيحسمها من دون شك لأنه لن يكون إلا بإذن من محيط مبابي لمنافسة المهتمين بالصفقة، وحينها سيكون الخاسر رابحاً مادياً أو فنياً.