2023/08/24 10:28

ما الذي حصل مع ميسي، ولماذا تغيرت شخصيته بشكل كبير في الدوري الأمريكي؟بكل صراحة، لم أشاهد ليونيل ميسي بهذا الشكل المختلف طيلة مسيرته سواء مع برشلونة، أو تجربته القصيرة بقميص سان جيرمان.

ذلك الشاب الأنيق الوديع، تحول إلى وحش في الملعب، لم يعد يتحمل خشونة الخصوم وبات يصارعهم وينافسهم كما يصارعونه، يحاول الضغط على الحكام، يصرخ على زملائه ويوجههم باستمرار، وكأن شخصية القائد بعثت في جسده الصغير من جديد.

أعادتني شخصية ميسي الجديدة مع إنتر ميامي الأمريكي، إلى تلك الأيام الصعبة في برشلونة، وهو يخرج عاما بعد عام من دوري أبطال أوروبا، بريمونتادات عجيبة، أمام روما الإيطالي، وليفربول الإنجليزي، وبإهانة بايرن ميونخ الألماني، وتوالي خسارة المباريات في البطولات الإسبانية، أذكر وجهه الشاحب، ونظراته إلى السماء تارة وإلى الأرض تارة أخرى باستسلام ويأس، بلا حول ولا قوة، وأقول في نفسي لو كان ميسي اليوم هو ذاته ميسي برشلونة في تلك الأيام، فكيف كانت ستتغير بوصلة النادي الكتالوني وإنجازاته؟


 قد تكون روح ميسي الجديدة في تجربته مع ميامي، تتطابق تماما مع ذهب إليه من الابتعاد عن الضغط الهائل الذي يلقى على عاتقه، واختياره دوري أكثر هدوءا وبعيدا عن أي مطالب كبيرة، منحه مساحة أكبر من المتعة، رغم افتقاده لمنظومة العمل المتكامل التي اعتاد عليها سواء في برشلونة أو باريس وحتى مع المنتخب الأرجنتيني، حيث بات القائد والموجه والنجم الأول في فريق معظم لاعبيه أشباه نجوم أو يخطون نحو نهاية مسيرتهم كما هو الحال مع زميليه السابقين جوردي ألبا وبوسكيتس.


أيضا لا بد من الإشارة إلى تجربته الثرية في المنتخب الأرجنتيني في مونديال قطر، والتي منحته أكبر إنجاز في حياته، وحصد معها اللقب الحلم، بعد تعب وإصرار وتنافس شديد، لم نعتد على رؤيته مع ميسي، الذي أطلق عليه لقب (المتخاذل) نظرا لغيابه في الكثير من المباريات الكبيرة، وعدم إظهار الروح التنافسية القوية، ومساعدة زملائه في النهوض وتحفيزهم على العطاء حتى الثواني الأخيرة.


أحب رؤية ميسي مع فريقه الجديد، وهو يقوده لأول إنجاز في تاريخه القصير بالتتويج بكأس الرابطتين، كما بات أكثر قربا من تحقيق حلم جديد يتمثل بكأس الولايات المتحدة.


ورغم أنه يلعب في دوري قد يكون مجهولا لعشاق كرة القدم، إلا أن ميسي من خلال أول بطولة يحققها هناك تربع على عرش الأكثر تتويجا في عالم كرة القدم، ويبدو أنه سيواصل حصد الألقاب بنهم شديد، وكأنه بالكاد بدأ مسيرته مع الكرة.


كان ميسي يقول أن (العمر لا يرحم) لكنه بهذا العمر المتقدم في حسابات كرة القدم، لم يعد يرحم الخصوم، وتحول إلى وحش يريد الفوز في كل شيء، وقد يكون لهذه التجربة المختلفة، دور في أقناعه بالعودة لقيادة منتخب بلاده من جديد في المونديال المقبل، مع تضاعف الطموحات، واللعب في ذات الأرض التي يخوض فيها تجربته المختلفة، ولا ندري فقد يفعلها من جديد ويعمق أسطورته التي سيخلدها تاريخ الكرة.


المقالات أخرى